الحديقةالسرية
[b]في يوم همست فيأذنيمن يمسح عن قلبي حزنييرجعنيخضراء اللونأعشـــــاشا للأطيارلحديقتنا في قريتنا بابولهاأسوارلا يعلم أحد ما فيهاتخفيعنا الأسرارأقبلتبجد أسقيهاأروي الأشجار أحييهاوغدا منأجمل ما فيهازهرلاكالأزهارلحديقتنا في قريتنا بابولها أسوارلا يعلمأحد ما فيهاتخفي عنا الأسرارما أجمل أن تسقي الشجرة
[]لتضاهي فيالحسن القمراأن تغرس في اليائس أملازرعا يعطيالأثمارلحديقتنا في قريتنا بابولها أسوارلا يعلم أحد ما فيهاتخفي عنا الأسرار
b]من أشهر رواياتفرنسيس بيرنيت «الحديقة السرية» The secret gardenالتيتحولت إلى فيلم سينمائي للأطفال، وفيه تحدثت عن الطفلة ماري لينوكس التي ولدت فيالهند من أبوين انجليزيين، كانت أمها جميلة للغاية، ولكن ماري كانت تحت رعاية الخدمعلى الدوام، ولم يكن لديها حتى فرصة حب والديها اللذين كانا منشغلين عنها. وعندمابلغت ماري سنتها التاسعة كانت فتاة أنانية خشنة الطباع لا تحب أحدا، ولا أحدٌيحبها. وفي تلك الفترة تفشى مرض خطير أودى بحياة والديها وبعض الخدم، بينما فرَّ ماتبقى من الخدم الآخرين، وبقيت ماري وحيدة.
كان على ماري أن تعود إلىبريطانيا والعيش مع خالها الأحدب أرشيبولد كرافن الذي يقطن منطقة يوركشاير في شمالانجلترا، وفي بيت قديم يرجع بناؤه إلى600 سنة ويضم100غرفة، معظمها مقفل، تحيط بالمنزل منطقة واسعة من الحدائقوالأشجار، وهو الآن يعيش وحيدا غريب الأطوار بعد وفاة زوجته التي أسعدته في حياتها،ذلك ما فهمته ماري من السيدة مدلوك خادمة خالها السيد كرافن بعد أن استقبلتها فيلندن.
تعرفت ماري في بيت خالها على الخادمة مارتا التي حدثتها عنشقيقها الصغير ديكون والمسكن وحدائقه والبراري المحيطة به، كما حدثتها عن الحديقةالمغلقة منذ وفاة زوجة خالها قبل عشر سنوات لأنها كانت الحديقة المفضلة لها. وسرعانما تولد فضول لدى ماري لرؤية الحديقة السرية!
تجولت ماري في حدائقالمسكن وقد سيطر عليها الفضول، وعندما وجدت أشجارا تبدو أغصانها من فوق أحدالحيطان، حيث يقف عصفور بريش أحمر يغّرد وكأنه يدعوها شعرت بمحبة له. بحثت عن بابللدخول فلم تعثر على شيء، استنجدت بالبستاني العجوز الذي يعتني بالحديقة المفتوحةوقد استغرب طلبها، وسرعان ما حدث شيء مفاجيء بالنسبة لماري،إذ أنالبستاني بعد أن نظر باتجاه الحديقة السرية أطلق صوتا ناعما رقيقا وسرعان ما حطّالعصفور الذي أحبته إلى جوارهما وداعبه البستاني قائلا: أين كنت يا صغيري؟ لم أركاليوم أبداً! تحدث البستاني إلى الطائر وكأنه طفل صغير، ثم أخبر البستاني ماري أناسم هذا الطائر هو «أبو الحناء» وأضاف: حين كان صغيراً توفيت أمه وبقي وحيداًً! وهوالأمر الذي حدا بماري إلى الاقتراب من الطائر ومخاطبته: إني وحيدة أيضاً.
تعلقت ماري بأبي الحناء ، الذي كان يبادلها الحب والتغريد كلما حادثته. وحاولت أن تجاري تغريده بالغناء مرددة: أحبك. أحبك. وعندما طار باتجاه الحديقةالسرية تمنت ماري الطيران مثله لكي تشاهد الحديقة السرية، وقد فكرت بها طويلاً. وتساءلت لماذا هي مسورة هكذا ومغلقة، وعندما ألحت بالسؤال أخبرتها الخادمة مارتا أنزوجة خالها كانت تحب الحديقة وتعتني بها مع خالها، وقد إعتادت زوجة خالها أن تتسلقشجرة فيها وتجلس عليها طويلا، ولكنها سقطت بعد تكسر أحد أغصانها وماتت في اليومالتالي مما جعل خالها يحزن طويلا ويغلق الحديقة.
وبينماكانت ماري تلعب بالحبل الذي أحضرته لها مارتا من منزلها في عطلتها الأخيرة عثرت علىمفتاح غريب احتفظت به، وفي اليوم التالي أزاحت الريح بعض النباتات جانبا وظهر بابخلفها أثار فضولها، ولما أدارت فيه المفتاح تمكنت من فتحه بصعوبة، وسرعان ما وجدتنفسها داخل الحديقة السرية التي بدت وكأنها جزء من قصة خرافية بحيث لم تدرك من أولوهلة ما إذا كانت الحديقة حية أم ميتة، حدث كل ذلك في الوقت الذي كان يتبعها ابوالحناء من فوق الاشجار.
استطاعت ماري الحصول على مجرفة بمساعدة ديكونشقيق مارتا لاستخدامها في العناية بالحديقة السرية، وبعد أن أطلعت ديكون على السرتعاونا معا لاحياء الحديقة وزراعة بعض البذور، كان عملا شاقا أحبته ماري التي بدأتتحب الآخرين من حولها وفي مقدمتهم ديكون الذي عاش في البراري وتعرفه جميع الحيواناتوالطيور.
كان على ماري أن ترى خالها قبل أن يرحل لمدة طويلة، سمعت عنهأشياء عديدة وخشيت ألا يحبها أو تحبه. كان لقاؤهما قصيرا، طلبت فيه ماري من خالهاأن تكون لها قطعة صغيرة من الأرض لتزرعها كحديقة، لم يُبدِ خالها إعتراضا على ذلكولكنه أبدى استغرابا، لذلك حدّثت نفسها: إنه رجل لطيف حقا، لكنه يبدو حزينا. ياللسيد كرافن المسكين. سمعت ماري بكاءً في الليل، تتبعت مصدر الصوت وفتحت باب الغرفةالتي ينبعث منها الصوت فوجدت ولدا في العاشرة من عمره، وبعد محاورته علمت أن اسمهكولن وأنه ابن خالها، ولكنه كان مريضا، يتحرك على مقعد ذي عجلات ويعتقد أنه سيصبحأحدبا وربما لن يعيش طويلا بعد أن بنى تلك الأوهام في رأسه عمه الدكتور كرافن، تلكالأوهام التي لا تستند إلى أساس، وقد اختلقها أملا في التخلص من أخيه وإبنه ليرثعنهما مقاطعة «ميسلويت مانور» ولم تمضِ فترة طويلة حتى كانت ماري وكولن في غايةالانسجام بعد أن أخبرته بسر الحديقة السرية، واتفقا على أن تكون مارتا هي الوسيطلمواعيد مقابلاتهما في المستقبل.
استطاعت ماري بالتعاون مع ديكون فكعزلة ابن خالها كولن، وادخاله سراً إلى الحديقة السرية. فرح كولن في ذلك اليومالربيعي وهتف: أريد أن أنمو مع الحديقة. ولكن ذلك اليوم لم ينته حتى عثر عليهمالبستاني بن وذيرستاف، دهش أول الأمر، وبعد أن عرف الحقيقة تعاطف كثيرا مع كولنلأنه لم يكن أحدب الظهر، حيث استطاع كولن وأمام الجميع أن يقف باستقامة على قدميه،ولم يبدُ أنه أحدب مما أفرح الجميع خاصة بعد أن التقط المجرفة وراح يعمل بها.
لم تعد ماري تفكر في نفسها فقط، وأصبحت فتاة تختلف عما كانت عليه وهيفي الهند، وكذلك كولن لم يعد يفكر في مرضه وحدبته وحزنه، فهو قد تعافى. وهكذا انتظرالجميع عودة الأب كرافن ليفاجئوه بسعادتهم وعودة الحياة إلى الحديقة السرية، وهوالأمر الذي أسعد كرافن أيضا، وخصوصا شفاء وسعادةإبنه......